انهيار مفاجئ في الأسواق العالمية وسط مخاوف الفيدرالي وتراجع العملات الرقمية
تشهد الأسواق العالمية اليوم حالة واسعة من الارتباك والتقلب، حيث تتعرض الأسهم والسلع والأصول الرقمية لضغوط قوية بالتزامن مع تراجع شهية المخاطرة وتزايد القلق بشأن قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. ويأتي هذا المشهد المضطرب في لحظة تتداخل فيها تأثيرات الذكاء الاصطناعي، اضطرابات السياسات النقدية، وتوترات الاقتصاد الأميركي، ما يدفع العديد من المتعاملين إلى الاعتماد على تحليلات مؤسسات اقتصادية مثل بوينت تريدر جروب لفهم اتجاهات السوق وتقييم مستوى المخاطر.
ضغوط شديدة على الأسهم الأميركية
سجلت الأسواق الأميركية تراجعًا حادًا بعدما شهدت وول ستريت أسوأ جلسة لها منذ أكثر من شهرين. هبطت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز بما يقارب 0.6%، بينما خسر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نحو 0.8%، في حين سجل مؤشر ناسداك 100 انخفاضًا أكبر بلغ 1.3%. وتؤكد تحليلات بوينت تريدر جروب أن موجة البيع الحالية تعكس تصحيحًا عنيفًا في أسهم التكنولوجيا ذات التقييمات المرتفعة.
وتعرضت شركات التكنولوجيا الكبرى مثل نفيديا وAMD وتسلا وبالانتير لخسائر متتالية، حيث تراجع كل منها ما بين 3% و4% امتدادًا لخسائر الأيام السابقة. وتشير بوينت تريدر جروب إلى أن الضغوط الحالية تعكس مخاوف متراكمة من فقاعات محتملة في قطاع الذكاء الاصطناعي الذي شهد تضخمًا كبيرًا في الاستثمارات والتقييمات خلال الشهور الماضية.
وتزامن هذا التراجع مع هبوط داو جونز بأكثر من 800 نقطة في جلسة واحدة، في أسوأ أداء يومي منذ 10 أكتوبر، بينما فقد مؤشر ناسداك أكثر من 2% نتيجة الضغط القوي على الشركات العملاقة.
قلق متزايد بشأن الذكاء الاصطناعي
ترى بوينت تريدر جروب أن الانهيار الحاد في سهم أوراكل كان نقطة تحول كبيرة في حالة القلق الحالية، إذ أثار مخاوف من تضخم مفرط في تقييمات شركات التكنولوجيا السحابية والذكاء الاصطناعي. وتزيد مخططات الإنفاق الرأسمالي الضخم في هذه الشركات من التوترات، خصوصًا مع ارتفاع مستويات الديون مقارنة بالتدفقات النقدية، ما يجعل المستثمرين أكثر حذرًا.
تراجع احتمالات خفض الفائدة
مراقبة توقعات أسعار الفائدة أصبحت المحرك الأساسي للسوق، حيث انخفضت احتمالات خفض الفائدة في ديسمبر إلى نحو 52% فقط بعد أن كانت 95% قبل شهر واحد. ووفق قراءة بوينت تريدر جروب، فإن هذه التغييرات السريعة في توقعات السياسة النقدية تُعَدّ العامل الأكثر تأثيرًا على مزاج المستثمرين في الوقت الحالي.
كما تسبب انتهاء الإغلاق الحكومي الأميركي ــ الأطول في التاريخ ــ في موجة جديدة من الارتباك، بعدما أُعلن أن بعض البيانات الاقتصادية قد لا تُنشر نتيجة فترة التعطيل، ما يترك الأسواق في حالة عدم يقين إضافي.
هبوط قوي في الأسواق الأوروبية
الأسواق الأوروبية لم تكن أفضل حالًا، حيث سجل مؤشر ستوكس 600 انخفاضًا بنحو 1.9% متأثرًا بحالة الذعر التي انتقلت من وول ستريت. وتراجع مؤشر التكنولوجيا الأوروبي بأكثر من 3% وسط مخاوف متزايدة من فقاعة الذكاء الاصطناعي. وتوضح بوينت تريدر جروب أن الضغط على أسهم الشركات الأوروبية في قطاع التكنولوجيا قد يستمر خلال المدى القريب بسبب الارتباط الوثيق بين الأسواق العالمية.
وكانت أسهم إنفينيون وSAP وBE Semiconductor من بين الأسوأ أداءً خلال الجلسة، بعدما فقد كل منها ما بين 4% و6% في بداية التعاملات.
انهيار العملات الرقمية وتراجع بيتكوين
امتدت موجة البيع إلى سوق العملات الرقمية، حيث فقدت بيتكوين مستوى 95,000 دولار للمرة الأولى منذ ستة أشهر، مسجلة تراجعًا يقارب 7% في يوم واحد. وتراجعت إيثريوم بنحو 9%، لتؤكد أن الأصول عالية المخاطر هي الأكثر تأثرًا بتغير التوقعات بشأن الفائدة الأميركية. وتشير بوينت تريدر جروب إلى أن السوق الرقمية تمر بمرحلة فقدان زخم واضحة منذ بداية الأسبوع.
تقلبات الذهب والمعادن الثمينة
شهد الذهب حركة حادة بين الصعود والهبوط، قبل أن يتراجع بنحو 1.5% إلى مستوى 4,110 دولار للأونصة. ورغم انخفاضه في الجلسة الحالية، إلا أن بوينت تريدر جروب ترى أنه لا يزال يتحرك في اتجاه أسبوعي صاعد مدعومًا بتزايد حالة القلق العالمي. كما تراجعت الفضة والبلاتين والبالاديوم بنسب تتراوح بين 1% و2%.
العربية