الفيدرالي الأمريكي يفتح باب خفض الفائدة مجددًا وسط ترقب الأسواق العالمية
صدر مؤخرًا محضر اجتماع الفيدرالي الأمريكي لشهر سبتمبر 2025، وهو الاجتماع الذي أعلن خلاله عن خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس للمرة الأولى هذا العام. وأشار المحضر إلى أن نحو نصف أعضاء لجنة السياسة النقدية يتوقعون خفضين إضافيين للفائدة بنهاية 2025، وهو ما يعكس التوجهات العامة التي سبق أن ظهرت في "خريطة النقاط" (Dot Plot).
ورغم أن بعض الأعضاء أبدوا ارتياحهم تجاه استقرار مخاطر التضخم في الوقت الحالي، إلا أن آخرين حذروا من احتمالية حدوث ارتداد صعودي للتضخم خلال الفترة المقبلة. في المقابل، ركّز عدد كبير من الأعضاء على مخاطر تباطؤ سوق العمل الأمريكي، وهو ما يعكس التحديات الكبرى التي يواجهها الاقتصاد. وبحسب محللين ماليين، ومن بينهم تحليلات يتم تداولها في تقارير مثل تلك الصادرة عن بوينت تريدر جروب، فإن الفيدرالي الأمريكي يسير على خط رفيع بين دعم النمو الاقتصادي وكبح التضخم.
قرار خفض الفائدة وردود الأفعال
أغلبية أعضاء الفيدرالي وافقوا على قرار الخفض بـ 25 نقطة أساس، بينما طالب عضو واحد بخفض أكبر يصل إلى 50 نقطة أساس، في حين رأى قلة من الأعضاء ضرورة الإبقاء على الفائدة كما هي خشية زيادة الضغوط التضخمية. هذا الانقسام الداخلي يعكس صعوبة المرحلة التي يمر بها الاقتصاد الأمريكي.
ويرى خبراء في بوينت تريدر جروب أن هذا التباين طبيعي في ظل الظروف الحالية، إذ أن بعض المؤشرات الاقتصادية تُظهر تباطؤًا واضحًا، بينما تظل مخاوف التضخم قائمة. وبالتالي فإن قرارات السياسة النقدية قد تستمر في إحداث تقلبات بالأسواق خلال الشهور القادمة.
تفاعل الأسواق مع المحضر
لم تشهد الأسواق العالمية ردود فعل قوية بعد صدور محضر الفيدرالي، إذ لم يتضمن أي مفاجآت. بالإضافة إلى ذلك، انشغل المستثمرون بمخاوف الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة.
الذهب الفوري تراجع بواقع 10 دولارات فقط من 4050 إلى 4040 دولارًا للأوقية.
عقود الذهب الآجلة انخفضت بشكل طفيف من 4079 إلى 4065 دولارًا للأوقية.
على الجانب الآخر، ارتفع مؤشر S&P 500 ليسجل قمة تاريخية عند 6755 نقطة بزيادة 0.6%.
وبحسب تحليلات اقتصادية منشورة عبر تقارير بوينت تريدر جروب، فإن الأسواق كانت قد استوعبت مسبقًا قرار الفيدرالي، ما جعل رد الفعل محدودًا.
الأسواق قبل صدور المحضر
قبل ساعة من صدور المحضر، كان الوضع مختلفًا بعض الشيء:
أسعار الذهب (XAUUSD) ارتفعت بنسبة 1.64% لتسجل 4049.83 دولارًا للأوقية، وبلغت قمتها اليومية عند 4059.3 دولار.
العقود الآجلة للذهب صعدت إلى 4072.17 دولار للأوقية بزيادة 1.7%، وحققت قمة تاريخية عند 4080.9 دولار.
بالتزامن، واصل مؤشر S&P 500 تسجيل قمم جديدة عند 6755 نقطة، بزيادة 0.55% في اليوم وأكثر من 40% منذ قاع إبريل الماضي.
هذه التحركات تبرز مدى حساسية الأسواق تجاه أي إشارة من الفيدرالي. وكما ورد في بعض تحليلات بوينت تريدر جروب، فإن الذهب يظل الملاذ الآمن الأساسي عند زيادة عدم اليقين، بينما تستمر الأسهم الأمريكية في الاستفادة من التفاؤل بمسار الفائدة.
مؤشر الدولار الأمريكي
ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) بنسبة 0.44% ليسجل 98.715 نقطة مقابل سلة من العملات الأجنبية، مبتعدًا عن قاع العام البالغ 95.8 نقطة، ومسجلًا أعلى مستوى منذ أغسطس. هذا الارتفاع يعكس عودة الثقة إلى العملة الأمريكية.
التقارير الاقتصادية التي تناولتها جهات تحليلية، ومنها بوينت تريدر جروب، تشير إلى أن استمرار قوة الدولار قد يضع ضغوطًا إضافية على أسعار السلع والمعادن خلال الفترة القادمة.
قراءة مستقبلية
يتضح أن الفيدرالي الأمريكي أمام تحدٍ مزدوج: تحقيق الاستقرار السعري من جهة، والحفاظ على قوة سوق العمل والنمو الاقتصادي من جهة أخرى. ومع توقعات حدوث خفضين إضافيين للفائدة، تظل الأسواق في حالة ترقب دائم.
المستثمرون حول العالم، وخصوصًا في قطاعات الذهب والعملات والأسهم، يتابعون عن كثب ما يصدر من الفيدرالي، ويعتمدون على تحليلات من جهات متخصصة مثل بوينت تريدر جروب لفهم المسار المحتمل. هذه التوقعات لن تحدد فقط اتجاه السياسة النقدية، بل أيضًا شكل الأسواق العالمية في نهاية 2025.