الدولار يواصل الصعود أمام العملات الرئيسية مع تصاعد أزمة الإغلاق الحكومي الأمريكي

أهم الأخبار
الأربعاء، 08 اكتوبر، 2025 - 10:56
بوينت تريدر جروب

شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا أمام معظم العملات الرئيسية خلال تداولات اليوم الثلاثاء، مدعومًا بحالة القلق التي تسيطر على الأسواق نتيجة استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة وعدم التوصل إلى اتفاق سياسي ينهي هذه الأزمة. هذا الاضطراب السياسي أثار المخاوف بشأن قدرة الاقتصاد الأمريكي على الاستمرار في مساره الإيجابي وسط غياب التمويل الحكومي، ما دفع المستثمرين إلى البحث عن الملاذ الآمن في العملة الخضراء.

أزمة الإغلاق الحكومي وتأثيرها على الأسواق

تتواصل حالة الجمود السياسي داخل الولايات المتحدة بعد فشل مجلس الشيوخ للمرة الخامسة في تمرير مشروع قانون يهدف إلى تمويل الحكومة مؤقتًا حتى نهاية نوفمبر. هذا الفشل يعكس الانقسام السياسي الحاد ويزيد من الضغوط على الاقتصاد الأمريكي، حيث أن استمرار الإغلاق قد يؤدي إلى تباطؤ في الأنشطة الاقتصادية، وتأخير في صرف المرتبات، إضافة إلى التأثير السلبي على ثقة المستثمرين العالميين.

ورغم هذه التحديات، فإن الدولار الأمريكي أظهر قوة نسبية أمام أغلب العملات الرئيسية، إذ ينظر المتداولون إلى العملة الأمريكية كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين. هذا الاتجاه يعزز مكانة الدولار كعملة احتياطية عالمية، خصوصًا مع تزايد التوترات السياسية والاقتصادية في أكبر اقتصاد بالعالم.

توقعات السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي

على صعيد السياسة النقدية، تترقب الأسواق اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المزمع عقده في 28 و29 أكتوبر، وسط توقعات قوية بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مع احتمالية تكرار نفس الخطوة في ديسمبر. هذه التوقعات تعكس رغبة البنك المركزي في دعم الاقتصاد وتخفيف آثار الإغلاق الحكومي وعدم الاستقرار السياسي، إضافة إلى مواجهة التباطؤ المحتمل في النمو العالمي.

أي خفض جديد في أسعار الفائدة سيؤثر بشكل مباشر على حركة الأسواق المالية وتداول الفوركس، حيث يزيد من تقلبات الدولار أمام العملات الرئيسية، خاصة اليورو والجنيه الإسترليني والين الياباني. كما أن المستثمرين سيترقبون بيان الفيدرالي وتوجهاته المستقبلية بعناية، باعتبارها المؤشر الأهم لتوقع مسار السياسة النقدية خلال الأشهر المقبلة.

تحركات العملات الرئيسية

مؤشر الدولار ارتفع بحلول الساعة 20:04 بتوقيت جرينتش بنسبة 0.5% مسجلًا 98.5 نقطة، وهو أعلى مستوى له منذ بداية الأسبوع.

الدولار الأسترالي تراجع أمام نظيره الأمريكي بنسبة 0.6% مسجلًا 0.6579، متأثرًا بضعف شهية المخاطرة وتراجع أسعار السلع.

الدولار الكندي انخفض بنسبة 0.1% عند مستوى 0.7165 أمام الدولار الأمريكي، متأثرًا بانخفاض أسعار النفط الخام التي تُعد المحرك الأساسي للعملة الكندية.

انعكاسات على المستثمرين والمتداولين

هذا الوضع يضع المتداولين أمام سيناريو مزدوج: فمن جهة يعزز الدولار الأمريكي موقعه كعملة ملاذ آمن، ومن جهة أخرى يترقب المستثمرون قرارات الفيدرالي التي قد تحد من مكاسبه في حال تم خفض الفائدة أكثر من المتوقع. الأسواق العالمية تتعامل الآن مع خليط من المخاطر السياسية والاقتصادية، ما يجعل إدارة المخاطر أمرًا حيويًا لمستثمري العملات والفوركس.

الخلاصة

المشهد الحالي يكشف عن مفارقة واضحة؛ فبينما يهدد الإغلاق الحكومي الأمريكي النشاط الاقتصادي المحلي ويزيد من الانقسامات السياسية، يظل الدولار الأمريكي المستفيد الأكبر باعتباره عملة احتياطية وآمنة عالميًا. ومع اقتراب اجتماعات الفيدرالي، ستظل الأنظار متجهة نحو السياسات النقدية وتأثيرها المباشر على اتجاهات العملات.

 وفقًا لتحليلات بوينت تريدر جروب، فإن الفترة المقبلة ستشهد ارتفاعًا في معدلات التذبذب داخل أسواق العملات، مع احتمالية استمرار قوة الدولار على المدى القصير ما لم يظهر تقدم ملموس في حل الأزمة السياسية الأمريكية أو يتبنى الفيدرالي توجهًا أكثر مرونة في خفض أسعار الفائدة.


مواضيع ذات صلة

طلب إعادة الاتصال

للحصول على المشورة المالية من قبل خبراء بوينت تريدر جروب.

يمكنك الوثوق بشركة بوينت تريدر جروب

للحصول على المشورة المالية المجانية