العربية
تراجع التوظيف الأمريكي يزيد ضغوط الفيدرالي وسط مخاوف الركود
شهد سوق العمل في الولايات المتحدة خلال سبتمبر أكبر انكماش في الوظائف الخاصة منذ مارس 2023، مما يعكس هشاشة التوظيف في أكبر اقتصاد عالمي، ويزيد المخاوف من دخول مرحلة تباطؤ قد تضغط على قرارات الفيدرالي الأمريكي.
تشير بيانات بوينت تريدر جروب إلى أن الشركات فقدت ما يقارب 32 ألف وظيفة بعد التعديل الموسمي، في الوقت الذي كانت توقعات السوق ترجح إضافة أكثر من 50 ألف وظيفة. كما جرى تعديل بيانات أغسطس لتتحول من زيادة أولية إلى خسارة طفيفة، وهو ما يؤكد على وجود ضغوط هيكلية في سوق العمل.
تأثير الإغلاق الحكومي
تزامن هذا التراجع مع استمرار أزمة الإغلاق الحكومي في واشنطن، والتي تهدد بتأخير صدور تقرير الوظائف غير الزراعية وبيانات إعانات البطالة الأسبوعية. غياب هذه المؤشرات الرسمية يضع المستثمرين أمام حالة غموض اقتصادي، ويزيد من اعتمادهم على البيانات البديلة لتوجيه قراراتهم.
الفيدرالي تحت الضغط
في ظل اقتراب اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أواخر أكتوبر، يكتسب تقرير التوظيف الخاص أهمية مضاعفة، خاصة مع تزايد التوقعات بخفض جديد للفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية. أي تدهور إضافي في سوق العمل قد يعزز توجه الفيدرالي نحو سياسات أكثر تيسيرًا لكبح آثار الركود المحتمل.
خسائر قطاعية متفرقة
قطاع الترفيه والضيافة: -19 ألف وظيفة
الخدمات المهنية والأعمال: -13 ألف وظيفة
التجارة والنقل والمرافق: -7 آلاف وظيفة
البناء: -5 آلاف وظيفة
في المقابل، شهدت قطاعات مثل التعليم والرعاية الصحية نموًا نسبيًا مع إضافة نحو 33 ألف وظيفة، مما خفف جزئيًا من حجم الخسائر الكلية.
الأجور والتضخم
ورغم التباطؤ في التوظيف، أظهرت البيانات أن معدل نمو الأجور السنوي استقر عند 4.5%، بينما تراجعت زيادات الرواتب للعاملين الذين انتقلوا إلى وظائف جديدة، ما يعكس تراجع ديناميكية سوق العمل وتباطؤ القدرة التفاوضية للعمال.
انعكاسات على الأسواق المالية
الأسهم الأمريكية: العقود الآجلة لداو جونز تراجعت بـ 0.3%، وستاندرد آند بورز بـ 0.4%، وناسداك بـ 0.5%.
الذهب: ارتفع بنحو 0.8% إلى 3903 دولار للأوقية، مع زيادة الطلب على الملاذات الآمنة.
الدولار: مؤشر الدولار الأمريكي انخفض بنسبة 0.25%، وسط ضغوط من بيانات العمل السلبية.
الخلاصة – بوينت تريدر جروب
سوق العمل الأمريكي يواجه تحديات واضحة، من تراجع التوظيف وضعف الأجور إلى الإغلاق الحكومي الذي يزيد الغموض. هذه التطورات تضع الفيدرالي الأمريكي في موقف صعب بين دعم الاقتصاد المتباطئ ومواجهة التضخم، بينما تظل الأسواق في حالة ترقب لما ستسفر عنه قرارات السياسة النقدية المقبلة.
