عاجل: الذهب يتجاوز 3,800 دولار للأوقية
يشهد سوق الذهب العالمي تطورًا تاريخيًا مع تجاوز سعر الأوقية مستوى 3,800 دولار للمرة الأولى على الإطلاق. هذه القفزة القياسية لم تأتِ من فراغ، بل جاءت نتيجة تضافر عدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية، جعلت المعدن الأصفر الوجهة الأولى للمستثمرين الباحثين عن الأمان والتحوط من المخاطر.
العوامل الرئيسية وراء الارتفاع
السياسة النقدية الأمريكية لعبت دورًا أساسيًا، حيث تزايدت التوقعات بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة. انخفاض الفائدة يعني تراجع العوائد على السندات والأدوات المالية الأخرى، وهو ما يدفع المستثمرين إلى التحول نحو الذهب كملاذ آمن وعائد طويل الأجل.
من ناحية أخرى، ضعف مؤشر الدولار أمام العملات الرئيسية عزز من جاذبية المعدن الثمين عالميًا. ضعف العملة الأمريكية يجعل سعر الذهب أكثر تنافسية لحائزي العملات الأخرى، خصوصًا في آسيا والشرق الأوسط، ما زاد من حجم الطلب.
كما أن التوترات الجيوسياسية وتباطؤ الاقتصاد العالمي وارتفاع معدلات التضخم أدت إلى زيادة كبيرة في الطلب على الذهب كأداة للتحوط وحماية الثروات. البنوك المركزية أيضًا كان لها دور بارز، حيث شهدت الفترة الأخيرة زيادة واضحة في مشترياتها من الذهب ضمن استراتيجيات تنويع الاحتياطيات، إلى جانب ارتفاع التدفقات الاستثمارية إلى صناديق المؤشرات المدعومة بالمعدن الأصفر.
التحليل الفني للذهب
من وجهة نظر فريق بوينت تريدر جروب، فإن تجاوز مستوى 3,800 دولار للأوقية يعد بمثابة اختراق تاريخي يفتح المجال أمام مستويات سعرية جديدة. المقاومة المقبلة تتمثل في نطاق 3,900 – 4,000 دولار، وهي مستويات نفسية مهمة قد تشهد حركة قوية. في المقابل، توجد مستويات دعم قريبة عند 3,750 و3,700 دولار، وهي مناطق قد يستغلها المستثمرون لاقتناص فرص شراء جديدة في حال حدوث أي تراجع.
الاتجاه العام يظل صاعدًا على المدى القصير والمتوسط، مدعومًا بالزخم القوي والتدفقات الاستثمارية المستمرة، ما يعزز احتمالات استمرار المكاسب خلال الفترة المقبلة.
فرص الاستثمار والمخاطر
الذهب حاليًا يمثل فرصة جذابة للاستفادة من التراجعات السعرية لبناء مراكز شرائية جديدة، كما يعتبر أداة تحوط فعّالة ضد التضخم وضعف العملات، بالإضافة إلى كونه عنصرًا أساسيًا في المحافظ الاستثمارية طويلة الأجل.
لكن المخاطر لا تزال قائمة، فقد تؤدي البيانات الاقتصادية الأمريكية القوية إلى دعم الدولار والضغط على أسعار الذهب، كما أن أي تغيير مفاجئ في سياسات البنوك المركزية قد يحد من هذا الصعود. ولا يمكن استبعاد احتمالية حدوث عمليات جني أرباح قوية بعد الارتفاعات القياسية الأخيرة.
النظرة المستقبلية
توقعاتنا في بوينت تريدر جروب تشير إلى أن الذهب مرشح لمزيد من المكاسب إذا استمرت الظروف الحالية كما هي، من ضعف الدولار إلى بقاء معدلات التضخم مرتفعة عالميًا وتصاعد التوترات الجيوسياسية. في هذه الحالة قد نرى الذهب يختبر مستوى 4,000 دولار للأوقية خلال الفترة القادمة. أما في حال صدور بيانات اقتصادية مفاجئة أو تدخلات نقدية قوية، فمن المحتمل أن نشهد بعض التصحيحات السعرية المؤقتة.