تراجع حاد في أسعار الذهب بعد قمم تاريخية وسط تقلبات السوق
شهدت أسعار الذهب تراجعًا حادًا خلال تعاملات اليوم، بعد أن سجلت مستويات قياسية عند إغلاق جلسة نهاية الأسبوع الماضي. هذا الهبوط القوي أعاد إلى الواجهة سيناريو التصحيح السعري المتوقع، خاصة بعد موجة صعود استثنائية دفعت المعدن الأصفر إلى قمم تاريخية غير مسبوقة.
وخلال التداولات المسائية، انخفض سعر الذهب في السوق الفورية إلى مستويات قريبة من 4,329 دولارًا للأوقية، مسجلًا خسائر حادة تجاوزت 4% خلال جلسة واحدة، في واحدة من أكثر الجلسات تقلبًا منذ بداية العام. كما لامس السعر أدنى مستوياته خلال الجلسة بالقرب من 4,302 دولار للأوقية، في إشارة واضحة إلى تصاعد ضغوط البيع وجني الأرباح.
أما في سوق العقود الآجلة، فقد شهد الذهب تراجعًا مماثلًا، حيث فقد أكثر من 250 دولارًا من أعلى مستوى إلى أدنى مستوى خلال نفس الجلسة، وهو ما يعكس حالة من الذعر النسبي لدى بعض المتداولين، مقابل تحركات محسوبة من المؤسسات الكبرى. هذا النوع من الحركة السعرية يؤكد أهمية إدارة المخاطر، وهو ما تؤكد عليه دائمًا بوينت تريدر جروب في استراتيجيات التداول الاحترافية.
هل الهبوط الحالي تصحيح طبيعي أم بداية اتجاه هابط؟
من الناحية الفنية، يُعد هذا التراجع أمرًا متوقعًا ومنطقيًا بعد الارتفاعات القوية والمتسارعة التي شهدها الذهب خلال الفترة الماضية. فالأسواق الصحية لا تتحرك في اتجاه واحد، بل تحتاج إلى فترات من التراجع لسد الفجوات السعرية وإعادة اختبار مستويات الدعم الرئيسية.
ويشير التحليل الفني إلى أن التصحيح الحقيقي في الذهب يبدأ عادة عند تراجع يعادل نحو 10% من أعلى قمة مسجلة. وبناءً على ذلك، فإن الأسعار الحالية، رغم قوة الهبوط، لا تزال بعيدة نسبيًا عن منطقة التصحيح العميق، ما يعني أن الاتجاه العام الصاعد لم يُكسر بعد.
وتوضح بوينت تريدر جروب أن كسر مستويات الدعم قصيرة الأجل، مثل المتوسطات المتحركة السريعة، قد يفتح المجال لاختبار مستويات دعم أعمق على المدى القصير، دون أن يعني ذلك بالضرورة نهاية الاتجاه الصاعد طويل الأجل. فالسوق لا يزال يتحرك ضمن نطاق تقني يسمح بمزيد من التذبذب.
مستويات فنية محورية يجب مراقبتها
خلال الأيام المقبلة، تتركز أنظار المتداولين على عدة مستويات فنية هامة، أبرزها مناطق الدعم المتدرجة التي قد تلعب دورًا محوريًا في تحديد المسار القادم للأسعار. كسر هذه المستويات قد يدفع الذهب إلى مزيد من التراجع، بينما الثبات أعلاها قد يعيد الزخم الصاعد تدريجيًا.
بوينت تريدر جروب توصي المتداولين بعدم التسرع في اتخاذ قرارات البيع أو الشراء، والاعتماد على تأكيدات فنية واضحة، خاصة في ظل الارتفاع الكبير في معدلات التذبذب والسيولة.
محضر الفيدرالي الأمريكي يزيد من حذر الأسواق
تترقب الأسواق صدور محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، والذي يُعد عاملًا مؤثرًا للغاية في تحركات الذهب والدولار الأمريكي. أي نبرة تميل إلى التشديد النقدي قد تدعم قوة الدولار، ما يشكل ضغطًا إضافيًا على أسعار الذهب والمعادن الثمينة.
وفي المقابل، فإن أي إشارات تميل إلى التيسير أو خفض أسعار الفائدة مستقبلًا قد تعيد الدعم للذهب كأداة تحوط رئيسية ضد التضخم والمخاطر الاقتصادية. هذا الترقب يزيد من حالة الحذر بين المتداولين، وهو ما تؤكد عليه بوينت تريدر جروب في تقاريرها التحليلية اليومية.
خلاصة المشهد الحالي
يمر الذهب بمرحلة حساسة تجمع بين التصحيح السعري الطبيعي والتقلبات الناتجة عن العوامل النقدية العالمية. الاتجاه العام لا يزال صاعدًا، لكن إدارة الصفقة والانضباط الفني أصبحا أكثر أهمية من أي وقت مضى.
بوينت تريدر جروب تؤكد أن المرحلة الحالية تتطلب قراءة دقيقة للسوق، ومتابعة لصيقة للمستويات الفنية، وتجنب القرارات العاطفية، خاصة في ظل التحركات العنيفة التي قد تستمر خلال الفترة المقبلة.
العربية