يُعتبر التداول الهامشي في سوق الفوركس من الأدوات المالية الفعّالة والمبتكرة التي تسمح للمتداولين بالتداول بأضعاف رأس المال المتاح لديهم، مما يعزز من إمكانياتهم الاستثمارية ويزيد من فرص تحقيق أرباح كبيرة. وبالرغم من المزايا الكبيرة التي يوفرها التداول بالهامش، فإنه لا يخلو من المخاطر التي يجب أن يكون المتداولون على دراية تامة بها قبل الشروع فيه.
في هذا المقال، سنستعرض مفهوم التداول الهامشي، وكيفية عمله في سوق الفوركس، بالإضافة إلى مزاياه وعيوبه. وسيكون ذلك بمثابة دليل تفصيلي لكل من يود الدخول في عالم تداول العملات الأجنبية باستخدام الرافعة المالية.
التداول الهامشي هو أسلوب يسمح للمتداولين باقتراض أموال من وسيط التداول لفتح مراكز تداول أكبر مما يمكنهم تمويلها برأس المال المتاح لديهم. وببساطة، يوفر الوسيط ما يُعرف بالرافعة المالية، مما يسمح للمتداول باستخدام جزء صغير من الأموال المطلوبة لفتح الصفقة، بينما يُغطي الوسيط باقي قيمة الصفقة.
إذا كانت الرافعة المالية المقدمة من الوسيط هي 1:100، فهذا يعني أن المتداول يمكنه فتح صفقة بقيمة 10,000 دولار بإيداع 100 دولار فقط. هذا يعني أن المتداول يمكنه الاستفادة من تقلبات الأسعار بنسبة أكبر بكثير مما إذا كان يتداول برأس ماله الخاص فقط.
عملية التداول بالهامش تتم عبر الخطوات التالية:
يجب على المتداول إيداع مبلغ صغير من المال، يُعرف باسم "الهامش"، لضمان الوفاء بالالتزامات. يُعد هذا الهامش بمثابة ضمانة لفتح الصفقة.
تقوم الشركات الوسيطة بتحديد نسبة الرافعة المالية التي تقدمها، والتي تختلف حسب الوسيط وأحيانًا حسب قوانين تنظيمية. في الفوركس، قد تصل الرافعة المالية إلى 1:500 أو حتى أكثر، على الرغم من أن هذه النسب العالية قد تكون محدودة وفقًا للسياسات المحلية لكل دولة.
يقوم المتداول باستخدام الرافعة المالية التي تمكنه من التداول بأموال تفوق قيمة الهامش المودع. على سبيل المثال، إذا أودع المتداول 1,000 دولار واستخدم رافعة مالية 1:100، يمكنه حينئذ فتح صفقات بحجم يصل إلى 100,000 دولار.
يجب على المتداول مراقبة مراكزه المفتوحة باستمرار لأن الأسعار تتغير بشكل مستمر. إذا تراجعت الأسعار بشكل كبير، فقد يطلب الوسيط من المتداول إيداع مبلغ إضافي للمحافظة على الصفقة، وفي حال عدم القيام بذلك، قد يقوم الوسيط بإغلاق الصفقة لتجنب خسارة أكبر.
عند انتهاء الصفقة، يتم حساب الأرباح أو الخسائر بناءً على قيمة المركز عند الإغلاق. في حال كانت الصفقة رابحة، سيحقق المتداول عائدًا يتناسب مع الرافعة المستخدمة، وفي حال كانت خاسرة، سيتحمل الخسارة بنفس المقدار.
للتداول الهامشي مزايا عديدة تجعل منه وسيلة جاذبة للمتداولين:
من خلال الرافعة المالية، يمكن للمتداول تحقيق أرباح مضاعفة مقارنة بالتداول بدون استخدام الهامش، حيث تمكنه الرافعة المالية من الاستفادة من تحركات الأسعار الصغيرة على نطاق واسع.
من خلال استثمار رأس مال صغير، يمكن للمتداول فتح مراكز تداول أكبر، مما يسمح له بتوسيع نطاق استثماراته وتنويع محفظته المالية بشكل أكبر. هذا يساعد في تقليل المخاطر عبر الاستثمار في أزواج متعددة.
يمكن للأفراد ذوي رؤوس الأموال الصغيرة الدخول إلى سوق الفوركس والاستفادة من فرص التداول بفضل الرافعة المالية، مما يجعل هذا السوق متاحًا لعدد أكبر من المتداولين.
يُمكن المتداولين من تحقيق أرباح سواء كانت الأسعار في صعود أو في هبوط، حيث يمكنهم بيع الأصول عندما يتوقعون هبوط الأسعار أو شراؤها عند توقع الصعود.
بالرغم من وجود مخاطر، يمكن للمتداولين استخدام أدوات إدارة المخاطر، مثل وقف الخسارة، للحد من الخسائر المحتملة. توفر معظم منصات التداول خيارات مرنة لضبط مستويات الأمان أثناء التداول.
في حين أن هناك مزايا كبيرة، إلا أن التداول الهامشي يحمل أيضًا عددًا من العيوب والمخاطر التي يجب أن يكون المتداولون على دراية بها:
تمامًا كما تتضاعف الأرباح، تتضاعف الخسائر أيضًا. إذا تحركت السوق في الاتجاه المعاكس للصفقة، يمكن أن تؤدي الرافعة المالية إلى خسائر تفوق قيمة الهامش المودع. لهذا السبب، يعد التداول بالهامش ذا خطورة عالية.
إذا تراجعت قيمة الصفقة بشكل كبير، قد يُطلب من المتداول إيداع مبلغ إضافي يسمى "طلب الهامش" للحفاظ على الصفقة مفتوحة. عدم تلبية طلب الهامش قد يؤدي إلى تصفية المراكز تلقائيًا من قبل الوسيط لتجنب خسائر إضافية.
سوق الفوركس هو سوق يتميز بتقلبات عالية، وهذا يمكن أن يكون خطرًا على المتداولين الذين يستخدمون الرافعة المالية. قد تتحرك الأسعار بسرعة في اتجاهات غير متوقعة، مما يزيد من فرص الخسارة.
بعض المتداولين قد يتمادون في المخاطرة بفضل الرافعة المالية، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة. الشعور بقدرة الرافعة المالية قد يدفع البعض إلى فتح مراكز بأحجام كبيرة دون الاهتمام بإدارة المخاطر.
يمكن أن يؤثر التداول بالهامش على الحالة النفسية للمتداولين، خاصة عند مواجهة خسائر. الضغط الناتج عن احتمالية فقدان الأموال يمكن أن يؤدي إلى قرارات عاطفية غير محسوبة.
للتقليل من مخاطر التداول الهامشي في سوق الفوركس، يمكن اتباع بعض الاستراتيجيات التي تساهم في حماية رأس المال وتقليل الخسائر المحتملة:
على المتداولين استخدام الرافعة المالية بأقصى قدر من الحذر، واختيار النسبة المناسبة لهم بناءً على خبرتهم وقدرتهم على تحمل المخاطر.
من الضروري أن يقوم المتداولون بوضع خطة واضحة تتضمن مستويات الدخول والخروج، بالإضافة إلى تحديد مستويات وقف الخسارة لكل صفقة.
يجب على المتداولين المبتدئين تجربة الحسابات التجريبية أولاً قبل التداول بالأموال الحقيقية للتعرف على كيفية عمل السوق واستراتيجيات التداول المختلفة.
ينبغي على المتداولين تجنب القرارات العاطفية، والالتزام بالخطة التداولية المحددة مسبقًا لتفادي المخاطر الناتجة عن ردود الفعل الغير محسوبة.
بما أن سوق الفوركس يتأثر بالأحداث الاقتصادية والسياسية، فإن متابعة الأخبار اليومية أمر مهم. على المتداولين أن يكونوا على دراية كاملة بالأحداث المؤثرة قبل اتخاذ قرارات التداول.
في الختام، يُعد التداول الهامشي في سوق الفوركس من الأدوات المالية القوية التي تتيح للمتداولين فرصة تعظيم أرباحهم. ومع ذلك، فإن هذه الفرص تأتي مع مخاطر عالية تتطلب فهمًا عميقًا للسوق وخبرة في إدارة المخاطر. لتحقيق النجاح في التداول بالهامش، يجب على المتداولين اتخاذ قرارات مدروسة، وتجنب الاندفاع غير المحسوب.
التداول في سوق الفوركس بالرافعة المالية يتطلب التزامًا وانضباطًا، ويجب على المتداولين أن يتعاملوا مع هذا النوع من التداول بحذر ويستخدموا الأدوات المتاحة لتحقيق توازن بين المخاطر والمكاسب المحتملة.
للحصول على المشورة المالية من قبل خبراء بوينت تريدر جروب.
للحصول على المشورة المالية المجانية