الضغوط التضخمية وتأثيرها على الذهب والأسواق العالمية
عادت المخاوف المرتبطة بالتضخم لتتصدر المشهد الاقتصادي العالمي، بعدما تكاثرت التصريحات الصادرة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والتي تؤكد أن معركة السيطرة على الأسعار لم تُحسم بعد. هذه الرسائل عززت حالة الحذر في الأسواق، ودفعت المستثمرين إلى إعادة تقييم توقعاتهم بشأن مسار أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، وهو ما تتابعه عن كثب بوينت تريدر جروب في إطار تحليلها المستمر للأسواق.
أحد صناع القرار في الفيدرالي أشار بوضوح إلى أن معدلات التضخم ما زالت أعلى من المستويات المستهدفة، وأن أي تحرك متسرع نحو خفض أسعار الفائدة قد يحمل مخاطر كبيرة على استقرار الأسعار. هذا التوجه يعكس رؤية متزايدة داخل البنك المركزي الأمريكي بضرورة التريث، ومراقبة البيانات الاقتصادية القادمة قبل اتخاذ أي قرارات مصيرية، خاصة في ظل المتغيرات التجارية والضغوط الخارجية.
التعريفات الجمركية… عامل مؤجل التأثير
من بين أبرز النقاط التي تم تسليط الضوء عليها، تأثير التعريفات الجمركية على التضخم. فقد أوضح أحد مسؤولي الفيدرالي أن الشركات كانت قد استعدت مسبقًا لهذه التعريفات عبر تكوين مخزونات كافية، إلا أن هذه المخزونات بدأت في النفاد تدريجيًا. ومع تراجع المخزون، يصبح أثر التعريفات أكثر وضوحًا على أسعار السلع والخدمات، ما قد يضيف موجة تضخمية جديدة خلال الأشهر القادمة.
هذا السيناريو يعزز من حالة عدم اليقين في الأسواق، ويجعل السياسة النقدية أكثر تعقيدًا. وهو ما تضعه بوينت تريدر جروب ضمن أولوياتها عند قراءة المشهد الاقتصادي الكلي، خاصة أن أي ارتفاع إضافي في التضخم قد يفرض على الفيدرالي تشديد السياسة لفترة أطول من المتوقع.
انقسام داخل الفيدرالي حول الفائدة
في السياق ذاته، كشفت تصريحات أخرى عن حجم الانقسام داخل لجنة السياسة النقدية. حيث أشار أحد الأعضاء إلى أن قرار خفض الفائدة الأخير لم يكن سهلًا، وأن ميزان القرار كان متقاربًا للغاية بين الإبقاء والخفض. هذا الانقسام يعكس غياب الإجماع الكامل، ويؤكد أن القرارات القادمة ستكون أكثر حساسية لأي بيانات اقتصادية جديدة.
هذا الوضع يزيد من تقلبات الأسواق المالية، ويجعل المستثمرين في حالة ترقب دائم، وهو ما تحلله بوينت تريدر جروب من منظور تأثيره على أسواق الأسهم، السندات، والعملات.
الذهب تحت الضغط رغم دوره كملاذ آمن
رغم أن الذهب يُعتبر تاريخيًا ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين، إلا أن أسعاره تعرضت لضغوط ملحوظة خلال الفترة الأخيرة. فقد تراجعت الأسعار بعد مكاسب محدودة في بداية الجلسات، وسط تصاعد المخاوف في وول ستريت من تقييمات مبالغ فيها في قطاعات حديثة، وعلى رأسها قطاع الذكاء الاصطناعي.
هذا التراجع دفع الذهب لكسر مستويات سعرية مهمة، ما يعكس حالة التحول المؤقت في شهية المخاطرة، وانتقال السيولة بين الأصول المختلفة. وتتابع بوينت تريدر جروب هذه التحركات باعتبارها مؤشرًا مهمًا على نفسية المستثمرين واتجاهاتهم قصيرة ومتوسطة المدى.
العربية