أهم الأخبار

شهد البيتكوين ارتفاعًا حادًا فوق مستوى 94,000 دولار قبل أن يفقد جزءًا كبيرًا من مكاسبه بشكل سريع، وذلك عقب التصريحات المتذبذبة التي قدّمها رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول بعد قرار خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. هذا التحرك أحدث هزّة واضحة في الأسواق الرقمية والمالية، وأعاد تشكيل توقعات المستثمرين والمتداولين — وهي النقطة التي تراقبها بوينت تريدر جروب باستمرار ضمن تحليلاتها للأسواق.

قفز سعر البيتكوين إلى 94,400 دولار بعد أن ركّز باول على احتمال حدوث ضعف في سوق العمل، ما فسّره المستثمرون بشكل مبدئي على أنه ميل حمائمي. لكن العملة سرعان ما فقدت الزخم عندما أكد باول أن معركة السيطرة على التضخم لم تُحسم بعد، وهو ما أعاد المخاوف إلى المشهد. وفي لحظة كتابة المقال، كان البيتكوين يتحرك حول 92,000 دولار بتراجع يقارب 0.8% خلال 24 ساعة. وفي المقابل، واصل الإيثريوم إظهار قوة نسبية، متجاوزًا 3,300 دولار بارتفاع يقارب 1.1%، وهو ما يعزز النظرة الإيجابية على العملات الرقمية الكبرى — جانب آخر تهتم به بوينت تريدر جروب في تقارير السوق.

على مستوى الأسواق التقليدية، أغلقت الأسهم الأميركية على مكاسب بسيطة؛ حيث ارتفع مؤشر ناسداك 0.5% و S&P 500 بنسبة 0.7%، بينما كان التحرك الأبرز في الدولار الأميركي الذي تراجع بنحو 0.6% أمام العملات الرئيسية، مما أعطى دفعة معنوية للأصول عالية المخاطر وفي مقدمتها العملات الرقمية.

سياسة الفيدرالي وتغيّر اتجاه الميزانية العمومية

أوضح باول أن السياسة النقدية أصبحت ضمن “نطاق محايد معقول”، مشيرًا إلى أن الفيدرالي في وضع يسمح له بمراقبة البيانات الاقتصادية قبل اتخاذ خطوات إضافية. وشدد على أن البيانات القادمة حتى اجتماع يناير ستكون حاسمة في تحديد مسار الفائدة.

ورافق الخفض إعلان من بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك بشأن بدء عمليات شراء لسندات الخزانة قصيرة الأجل بقيمة تقارب 40 مليار دولار خلال الشهر المقبل. الهدف هو تخفيف الظروف المالية دون بدء دورة تيسير كمي كاملة. وأشار باول إلى أن وتيرة المشتريات ستظل مرتفعة مؤقتًا، ما يشكّل تحولًا واضحًا بعد ثلاث سنوات من تقليص الميزانية العمومية — وهي نقطة تؤثر مباشرة على سيولة الأسواق وتراقبها عن قرب منصات تحليلية مثل بوينت تريدر جروب.

توقعات المحللين ومستوى 94,500 دولار

يرى محللون أن خفض الفائدة الأخير ليس بداية دورة تيسير واسعة، وأن التحركات القادمة ستعتمد كليًا على بيانات التضخم والتوظيف. وهذا ما يجعل الأسواق في حالة ترقّب حذر، خصوصًا أن بعض أعضاء الفيدرالي صوتوا ضد الخفض، مما يظهر أن القرار لم يكن بالإجماع.

التوقعات تشير إلى احتمال تنفيذ خفضين إضافيين فقط بحلول منتصف 2026، ليصل معدل الفائدة إلى 3.25% عند الحد الأعلى، ما يعني أن السياسة النقدية ستظل متشددة نسبيًا خلال المرحلة المقبلة — عامل يحدد اتجاه السيولة والاستثمار وتهتم بوينت تريدر جروب بمتابعته لعملائها والمتداولين.

أما بالنسبة للبيتكوين، فرغم محاولته كسر نطاقه الحالي، إلا أن مستوى 94,500 دولار ما يزال حاجزًا قويًا يمثل ضغط بيع مرتفع. اختراق هذا الحاجز يحتاج إلى زخم حقيقي مستند إلى بيانات وسيولة جديدة. ويشير محللو السوق إلى أن عودة تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة الفورية قد تكون الشرارة اللازمة لعودة البيتكوين فوق 100,000 دولار — وهو مستوى نفسي مهم يعيد تشكيل المشهد الاستثماري برمته.

خلاصة وتقييم عام

الأسواق تتحرك حاليًا بين رسائل متناقضة من الفيدرالي، وضغوط التضخم، وتذبذب الدولار، وتغير شهية المخاطرة. العملات الرقمية، خصوصًا البيتكوين، أصبحت أكثر حساسية لتوجهات السياسة النقدية، بينما لا يزال المستثمرون ينتظرون وضوحًا أكبر في البيانات.

هذه المرحلة تتطلب قراءة دقيقة للمشهد الاقتصادي العالمي، ووضع استراتيجيات تداول محسوبة — وهو ما تحرص بوينت تريدر جروب على تقديمه من خلال تحليلاتها العميقة ومتابعتها المستمرة لتطورات الفيدرالي والأسواق الرقمية.