العربية
الذهب يرتفع بقوة ويتحرك داخل نطاق حساس وسط توقعات متباينة بالأسواق
ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ خلال تداولات اليوم، حيث صعد المعدن الأصفر بنحو 1% ليصل إلى مستوى يقارب 4,196 دولار للأونصة، مدعوماً بتحسن معنويات المستثمرين وتزايد الإقبال على الأصول الآمنة في ظل حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق العالمية.
التحركات الأخيرة تعكس عودة واضحة للزخم الشرائي بعد فترة من الهدوء النسبي، وخاصة بعد الانخفاضات التي أعقبت تسجيل الذهب مستويات قياسية الشهر الماضي. ويأتي هذا الارتفاع في وقت يتابع فيه المستثمرون عن كثب مؤشرات السياسة النقدية في الولايات المتحدة، وسط توقعات بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في ديسمبر، وهو ما يدعم الذهب عادةً بسبب انخفاض تكلفة الفرصة البديلة لحيازته.
ورغم هذا الصعود، ما يزال الذهب يتحرك في نطاق دقيق يضم مقاومة قوية قرب 4,245 دولار ومستوى 4,000 دولار كدعم محوري، وهو ما يجعل تداولات الأيام المقبلة حاسمة لتحديد الاتجاه التالي. البيانات الفنية الحالية تظهر أن المعدن ما يزال فوق المتوسطات المتحركة القصيرة والمتوسطة الأجل، إلى جانب بقائه داخل منطقة إيجابية حسب مؤشرات الزخم، وهو ما يمنح الاتجاه الصاعد دعماً نسبياً.
المحللون يشيرون كذلك إلى أن مرحلة التذبذب الحالية قد تكون جزءاً من عملية تجميع قبل حركة أكبر، خاصة بعدما سجّل الذهب سابقاً أعلى مستوى تاريخي عند 4,381 دولار. إلا أن تراجع الأحجام في بعض الفترات يعكس أيضاً حذراً ملحوظاً لدى المتعاملين، خصوصاً مع تضارب الإشارات بين دعم الاتجاه الصاعد وظهور بوادر ضغط بيعي عند القمم الأخيرة.
وعلى المستوى الاقتصادي، تترقب الأسواق خلال الأيام المقبلة بيانات مهمة تتعلق بالتضخم والفائدة، قد تلعب دوراً رئيسياً في تحديد اتجاه الذهب. وفي الوقت الذي يبقى فيه المعدن الأصفر أحد أبرز الملاذات الآمنة للمستثمرين، فإن أي إشارة من البنوك المركزية قد تغيّر المشهد سريعاً.
باختصار، يتحرك الذهب حالياً في منطقة حساسة تجمع بين شهية واضحة للشراء من جهة، وحذر وترقب من جهة أخرى، ما يجعل الأسواق في انتظار إشارة أقوى لتحديد المسار القادم للمعدن النفيس.
