العربية
تراجع الإسترليني بسبب توترات جيوسياسية واتجاه المستثمرين للدولار كملاذ آمن.
انخفض الجنيه الإسترليني بشكل ملحوظ اليوم الجمعة، متأثراً بموجة من التوترات الجيوسياسية التي دفعت المستثمرين إلى الابتعاد عن العملات عالية المخاطر وتفضيل الدولار الأمريكي كملاذ آمن، في ظل حالة عدم اليقين المتزايدة في الأسواق العالمية.
وسجل الإسترليني تراجعاً بنسبة تقارب 0.7% ليصل إلى 1.35225 دولار، في وقت شهدت فيه عملات أخرى مماثلة ذات حساسية للمخاطر تراجعات أيضًا؛ حيث هبط الدولار الأسترالي بنسبة 0.9%، والدولار النيوزيلندي بنسبة 0.86%. في المقابل، ارتفع اليورو بنسبة 0.2% مقابل الجنيه الإسترليني ليبلغ 85.23 بنس.
يأتي هذا التحول في ظل تقارير عن ضربات عسكرية استهدفت منشآت نووية وصناعية حساسة في منطقة الشرق الأوسط، ما أثار موجة من القلق في الأسواق وأدى إلى ارتفاع الطلب على الأصول الآمنة مثل الدولار والذهب، في وقت أطلقت فيه إحدى القوى الإقليمية أكثر من 100 طائرة مسيّرة في رد مباشر على تلك الهجمات.
ويرى خبراء الأسواق أن حالة التصعيد العسكري قد تُبقي الطلب مرتفعاً على أدوات التحوط والمخاطر المنخفضة حتى تتضح الصورة الجيوسياسية بشكل أكبر، ما يزيد من تقلبات سوق العملات على المدى القصير.
وعلى صعيد آخر، تُضاف هذه التطورات إلى الضغوط الاقتصادية المتراكمة التي يواجهها الجنيه الإسترليني داخلياً، لا سيما في ظل بيانات ضعيفة من قطاعي التصنيع والتوظيف في المملكة المتحدة، إضافة إلى مؤشرات تباطؤ النمو الاقتصادي، وتصريحات رسمية بشأن مراجعة محتملة للإنفاق العام، ما أثار توقعات بزيادة الضرائب لتغطية العجز المالي.
ويتوقع المستثمرون حالياً أن يقوم بنك إنجلترا بخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في سبتمبر، مع إمكانية خفض إضافي بحلول نهاية العام، وهو ما قد يهبط بسعر الفائدة إلى نحو 3.7% مقارنة بـ4.25% حالياً، في خطوة تهدف لدعم الاقتصاد وسط تراجع مستويات الثقة وتباطؤ الإنفاق الاستهلاكي.
