الدولار يتراجع قبل قرار الفيدرالي وسط ترقب عالمي لأسواق العملات
شهد الدولار الأمريكي يوم الثلاثاء تراجعًا ملحوظًا إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من شهرين، وذلك قبل ساعات من انطلاق اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي يحظى بمتابعة واسعة من المستثمرين، إضافة إلى ترقب بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية التي ستعكس مدى قوة إنفاق المستهلكين في ظل تباطؤ الاقتصاد.
عند الساعة 11:25 صباحًا بتوقيت الرياض، انخفض مؤشر الدولار – الذي يقيس قوة العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية – بنسبة 0.2% ليسجل 96.727 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ يوليو الماضي. هذا التراجع يعكس حالة القلق والترقب التي تسيطر على أسواق الفوركس قبل صدور قرارات السياسة النقدية.
توقعات الفيدرالي تضغط على الدولار
تتوقع الأسواق أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ختام اجتماعه اليوم الأربعاء، في ظل بيانات أظهرت تراجع سوق العمل الأمريكي واستقرار معدلات التضخم دون ارتفاعات قوية. وتشير أداة CME FedWatch إلى أن احتمالية الخفض بـ 25 نقطة تبلغ نحو 96%، مقابل 3.6% فقط لخفض أكبر عند 50 نقطة أساس.
بوينت تريدر جروب أوضحت في تقريرها أن ضعف الدولار الحالي يعود إلى “المواقف الاستباقية من جانب المتداولين قبيل قرار الفيدرالي، إضافة إلى البيئة الخارجية التي تعزز الطلب على العملات المنافسة مثل اليورو والجنيه الإسترليني.”
اليورو يستفيد من ضعف الدولار
ارتفع اليورو مقابل الدولار بنسبة 0.3% ليصل إلى 1.1794، مدعومًا بالتفاؤل بشأن بيانات الثقة الاقتصادية الألمانية. ورغم أن التوقعات تشير إلى تحسن طفيف، إلا أن المتعاملين يترقبون بقلق نتائج اجتماع الفيدرالي كعامل رئيسي في حركة اليورو/دولار.
من الناحية الفنية، يقترب الزوج من مستويات مقاومة بين 1.1800 – 1.1830، واختراق هذه المستويات يعتمد بشكل كبير على نبرة الفيدرالي بشأن السياسة النقدية المقبلة.
الجنيه الإسترليني عند أعلى مستوى في شهرين
ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.2% ليسجل 1.3630 أمام الدولار، مدعومًا ببيانات سوق العمل في بريطانيا، رغم بقاء معدل البطالة عند 4.7% وهو الأعلى منذ أربع سنوات تقريبًا. ومع ترقب اجتماع بنك إنجلترا يوم الخميس، تشير التوقعات إلى تثبيت أسعار الفائدة دون تغيير، بينما يظل التضخم العامل الأكثر حساسية في تحديد السياسات المقبلة.
الين الياباني يرتفع وسط توترات سياسية
تراجع زوج الدولار/ين بنسبة 0.5% ليسجل 146.73، مع صعود العملة اليابانية بعد عطلة نهاية الأسبوع الطويلة. ويستعد بنك اليابان لاجتماعه يوم الجمعة، حيث تشير التوقعات إلى تثبيت الفائدة عند مستوى قريب من 0.5%. لكن استمرار التضخم المحلي قد يدفع البنك إلى رفع محتمل في أكتوبر.
الأسواق تترقب أيضًا صدور بيانات التضخم الاستهلاكي الياباني يوم الجمعة، والتي ستكون بمثابة مؤشر مهم على توجهات السياسة النقدية.
اليوان الصيني يحافظ على مكاسبه
تراجع زوج الدولار/يوان بنسبة 0.1% إلى 7.1147، مع استفادة العملة الصينية من تعهدات بكين بمزيد من إجراءات التحفيز. السلطات الصينية أعلنت خططًا لدعم الاستهلاك المحلي وتعزيز “دوائر المعيشة المريحة”، ما يعكس توجهًا نحو إنعاش الاقتصاد في مواجهة التحديات.
ورغم الضغوط على الاقتصاد الصيني، فقد تمكن اليوان من الحفاظ على قربه من أعلى مستوياته منذ نوفمبر 2024، بدعم مباشر من السياسات الحكومية.
الدولار الأسترالي قرب أعلى مستوياته
ارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.1% ليسجل 0.6671 أمام الدولار الأمريكي، مقتربًا من أعلى مستوياته في عشرة أشهر، معزّزًا جاذبيته كعملة مدعومة بالسلع الأساسية، خاصة مع التفاؤل النسبي تجاه الاقتصاد الصيني.
خلاصة وتوقعات
الأسواق العالمية اليوم في حالة ترقب قصوى، حيث يترقب المستثمرون قرار الفيدرالي الأمريكي وبيانات مبيعات التجزئة كمحركات رئيسية لمسار العملات. ضعف الدولار في الوقت الراهن يعكس مخاوف من تباطؤ النمو وضغوط التضخم، بينما تستفيد العملات الأخرى مثل اليورو والجنيه الإسترليني والين واليوان من هذا التراجع.
بوينت تريدر جروب تؤكد أن المرحلة المقبلة ستشهد تقلبات واسعة في أسواق الفوركس، حيث سيتحدد الاتجاه العام بناءً على قرارات البنوك المركزية الكبرى، وعلى رأسها الفيدرالي الأمريكي.