العربية
الذهب يلامس القمم التاريخية وسط اضطرابات أميركية وتوقعات بخفض الفائدة
ارتفعت أسعار الذهب بقوة خلال تداولات هذا الأسبوع، لتسجل مستويات قياسية جديدة قرب 3900 دولار للأوقية، مقتربة من أفضل أداء شهري لها منذ أكثر من 14 عامًا.
وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بتزايد المخاوف السياسية في الولايات المتحدة بشأن احتمالية إغلاق حكومي، إلى جانب توقعات الأسواق بخفض إضافي في أسعار الفائدة الأميركية، وهو ما عزز جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن وسط اضطرابات الاقتصاد العالمي.
ضبابية سياسية وضغط نقدي
تعثرت المحادثات بين الإدارة الأميركية والكونغرس بشأن تجنب الإغلاق الحكومي، وهو ما أثار حالة من القلق بين المستثمرين. في الوقت نفسه، أظهرت بيانات اقتصادية حديثة إشارات ضعف في بعض القطاعات، ما عزز التوقعات بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض جديد في الفائدة خلال اجتماعاته المقبلة.
وجهة نظر الأسواق – بوينت تريدر جروب
بحسب محللي بوينت تريدر جروب، فإن السيناريو الأقرب يتمثل في استمرار الزخم الإيجابي للذهب، خاصة مع بقاء التوترات الجيوسياسية وضعف الدولار، ما يجعل الوصول إلى مستوى 4000 دولار للأوقية بنهاية العام هدفًا غير مستبعد.
إقبال متزايد من المستثمرين
الذهب يستفيد تاريخيًا من بيئة الفائدة المنخفضة، ومع استمرار الضبابية في الأسواق العالمية، ارتفعت حيازات صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب لمستويات غير مسبوقة منذ 2022، وهو ما يعكس ثقة المؤسسات والمستثمرين الكبار في استمرار المسار الصاعد.
أداء الأسواق الآن
العقود الآجلة للذهب (ديسمبر) ارتفعت بنسبة 1.2% لتسجل 3855 دولارًا للأوقية.
الذهب الفوري صعد قرب 3867 دولارًا، محققًا مكاسب شهرية تتجاوز 12%، وهي الأقوى منذ أغسطس 2011.
في المقابل، تراجع مؤشر الدولار بنحو 0.1%، ما زاد من جاذبية المعدن النفيس.
المعادن الأخرى
الفضة واصلت الارتفاع مسجلة 47 دولارًا للأونصة بمكاسب شهرية بلغت 18.6%.
بينما تراجع البلاتين والبلاديوم بشكل طفيف بفعل ضغوط المعروض.
وبانتظار صدور بيانات هامة مثل الوظائف الأميركية غير الزراعية ومؤشر ISM الصناعي، تظل أنظار المستثمرين مركزة على الذهب باعتباره المؤشر الحقيقي لثقة الأسواق العالمية في مواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية.
