أهم الأخبار

شهد الدولار الأسترالي ارتفاعًا واسع النطاق خلال تعاملات يوم الثلاثاء، ليتعافى بشكل قوي أمام معظم العملات العالمية، وعلى رأسها الدولار الأمريكي، وذلك في أعقاب قرار غير متوقع من بنك الاحتياطي الأسترالي (RBA) بالإبقاء على سعر الفائدة الأساسي دون تغيير عند 3.85%، مخالفًا بذلك معظم التوقعات في الأسواق المالية.

وكانت الأسواق تترقب خفضًا بواقع 25 نقطة أساس، في ظل مؤشرات على تباطؤ التضخم المحلي وتراجع النمو الاقتصادي، إلا أن البنك المركزي الأسترالي اختار نهجًا أكثر تحفظًا، ما فاجأ المتداولين ودفع العملة الأسترالية إلى الصعود.

ارتفاع سعر صرف الدولار الأسترالي

سجل الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي (AUD/USD) ارتفاعًا بنسبة 0.95% ليصل إلى مستوى 0.6559 دولار أمريكي، بعد أن افتتح التداول عند 0.6497، وسجل أدنى مستوى خلال الجلسة عند 0.6491. يأتي هذا الارتفاع عقب تراجع العملة الأسترالية بنسبة 1.0% يوم الإثنين، حيث سجلت حينها أدنى مستوى لها في أسبوعين عند 0.6485 دولار أمريكي.

قرار الفائدة يخالف التوقعات ويعيد الزخم للعملة

أثار قرار تثبيت أسعار الفائدة في أستراليا جدلاً واسعًا، خاصة وأن ستة من أعضاء مجلس إدارة البنك المركزي صوتوا لصالح التثبيت، في حين صوت ثلاثة أعضاء ضد القرار، ما يعكس انقسامًا داخليًا بشأن مستقبل السياسة النقدية. وأشار البنك في بيانه إلى أن الحذر بشأن توقعات التضخم لا يزال قائمًا، وأن هناك حاجة إلى بيانات إضافية لتأكيد تباطؤ التضخم بشكل مستدام إلى هدفه البالغ 2.5%.

وأكد البنك المركزي أن السياسة النقدية الأسترالية في وضع جيد يسمح له بالتفاعل سريعًا مع أي تطورات اقتصادية أو جيوسياسية قد تؤثر على النشاط الاقتصادي أو الضغوط التضخمية في البلاد.

التوقعات المستقبلية لأسعار الفائدة

في أعقاب القرار، أظهرت عقود مقايضات أسعار الفائدة (Interest Rate Swaps) أن الأسواق تتوقع حاليًا خفضًا إجماليًا بمقدار 50 نقطة أساس بحلول نهاية عام 2025، انخفاضًا من التقديرات السابقة التي كانت تشير إلى تخفيف أسرع وتيرة. كما تراجعت احتمالات خفض أسعار الفائدة في اجتماع أغسطس المقبل من 65% إلى 50%، مما يعكس عدم اليقين في السياسة النقدية مستقبلاً.

التضخم والنمو تحت المجهر

أوضح بنك الاحتياطي الأسترالي أن أحدث بيانات مؤشر أسعار المستهلك (CPI) أشارت إلى أن التضخم في الربع الثاني من عام 2025 كان أعلى قليلًا من المتوقع، لكنه لا يزال ضمن النطاق المقبول نسبيًا. ورغم أن البنك قد خفض سعر الفائدة مرتين منذ فبراير الماضي، إلا أن تباطؤ التضخم يبدو غير كافٍ لإجراء تخفيض إضافي في الوقت الراهن.

الخلاصة

قرار الاحتياطي الأسترالي بتثبيت الفائدة على عكس توقعات السوق كان بمثابة مفاجأة، لكنه أعاد الثقة نسبياً إلى الدولار الأسترالي، خاصة مع استمرار الترقب لبيانات التضخم والنمو الاقتصادي خلال الأشهر المقبلة. ومع التباين في آراء صناع السياسة النقدية، يبدو أن الأسواق ستظل في حالة ترقب مستمر لأي إشارات جديدة.