تراجع حاد في أسعار النفط وسط ضبابية جيوسياسية وضغوط اقتصادية عالمية

أهم الأخبار
الجمعة، 21 نوفمبر، 2025 - 14:42
بوينت تريدر جروب

شهدت أسواق الطاقة العالمية تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات يوم الجمعة، حيث واصلت أسعار النفط انخفاضها الحاد بالتزامن مع موجة خسائر ضربت أسهم قطاع الطاقة في أوروبا والولايات المتحدة. ويأتي هذا الهبوط في وقت يتزايد فيه القلق بين المتعاملين حول مستقبل الإمدادات، إضافة إلى التوترات الجيوسياسية المعقدة. وفي تقارير وتحليلات اعتمدتها بوينت تريدر جروب، برزت مجموعة من العوامل التي أسهمت في زيادة الضغوط على حركة الأسعار وجعلت السوق أكثر تقلبًا.

سجلت عقود خام برنت القياسية لشهر يناير تراجعًا بنسبة 1.6% لتصل إلى 62.38 دولار للبرميل، بعد انخفاض طفيف في الجلسة السابقة. وبذلك تكون العقود قد فقدت أكثر من 16% منذ بداية العام، ما يعكس حالة ضعف ممتدة في الطلب العالمي. أما خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي فتراجع بنسبة 2% إلى مستوى 57.85 دولار، بعد إغلاق سلبي خلال جلسة الخميس. وترى بوينت تريدر جروب أن هذا الاتجاه يعكس تزايد مخاوف الأسواق بشأن مسار السياسة النقدية الأمريكية وتأثير قوة الدولار على الطلب.

وفي أوروبا، تراجعت مؤشرات قطاع الطاقة بشكل جماعي، حيث قاد مؤشر ستوكس للنفط والغاز الانخفاضات بأكثر من 2.4% خلال الجلسة الصباحية. وشهدت شركات الطاقة الكبرى في المنطقة هبوطًا متفاوتًا نتيجة تأثرها بالسوق العالمية. كما رصدت بوينت تريدر جروب اتساع حالة الحذر في الأسواق الأوروبية مع تراجع شهية المخاطرة وضعف النشاط الصناعي.

وفي الولايات المتحدة، تراجعت أسهم شركات النفط الكبرى بشكل محدود، لكن الاتجاه العام ظل سلبيًا. ويرجع ذلك إلى تأثيرات متراكمة تشمل التقلبات الجيوسياسية، العقوبات الأمريكية على بعض منتجي الطاقة، والتوقعات بتباطؤ اقتصادي عالمي. وتوضح بوينت تريدر جروب أن الأسواق باتت أكثر حساسية لأي مؤشر يتعلق بإمدادات الطاقة أو توجهات الطلب المستقبلية.

إحدى القضايا التي أثارت جدلًا واسعًا في الأسواق كانت تفاصيل مبادرة السلام المقترحة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا. فبحسب التسريبات، تشير الخطة إلى تنازلات كبيرة من الجانب الأوكراني، تشمل التنازل عن مناطق مثل القرم ولوغانسك ودونيتسك، إضافة إلى تعهد بعدم الانضمام إلى حلف الناتو. وتتضمن الخطة أيضًا وضع سقف للقوات الأوكرانية عند 600 ألف عنصر، مقابل ضمانات أمنية محددة. وقد رصدت بوينت تريدر جروب حالة انقسام واضحة بين المحللين حول إمكانية تنفيذ هذه الخطة، خاصة مع الاعتقاد بأنها تميل لمصلحة الجانب الروسي.

ويرى العديد من الخبراء أن هذه المقترحات غير قابلة للتطبيق سياسيًا أو عسكريًا، وأن احتمالات قبولها من جانب أوكرانيا تبدو ضعيفة. وقد نقلت بوينت تريدر جروب آراء محللين توقعوا استمرار تعقّد المشهد، مما يجعل تأثير الحرب على أسواق الطاقة مستمرًا خلال الفترة المقبلة.

من جهة أخرى، أشارت تقارير متخصصة إلى أن أسعار النفط تتعرض لضغوط إضافية نتيجة العقوبات الأمريكية المرتقبة على بعض الشركات الروسية المنتجة للنفط. ووفقًا لما تتابعه بوينت تريدر جروب، فإن هذه العقوبات قد تؤدي إلى ارتباك في تدفقات الإمداد، ما يزيد من حساسية السوق لأي تطور مفاجئ. ومع ذلك، يرى محللون أن أي ارتفاع محتمل مدفوع بالعقوبات قد يظل محدودًا بسبب ضعف الطلب العالمي.

كما يراقب المستثمرون قوة الدولار الأمريكي وتوقعات قرار الفيدرالي القادم بشأن أسعار الفائدة، وهو ما يمثل عامل ضغط إضافي على أسعار السلع الأساسية ومن بينها النفط. وتوضح بوينت تريدر جروب أن استمرار السياسة النقدية المتشددة يقلل شهية المستثمرين للأصول عالية المخاطرة ويحد من الطلب على الطاقة، ما يفتح المجال لتحركات سعرية أكثر تقلبًا خلال الأسابيع المقبلة.

وفي ظل هذه العوامل المتشابكة، تؤكد بوينت تريدر جروب أن المشهد النفطي العالمي يتجه نحو مزيد من الضبابية، وأن تطورات الجغرافيا السياسية ستظل العامل الأكثر تأثيرًا في اتجاه الأسعار على المدى القريب. كما تشير التوقعات إلى استمرار نطاق التداول الضيق بين مستويات 60 و65 دولارًا لخام برنت، ما لم تظهر صدمات جديدة في جانب العرض أو الطلب.


مواضيع ذات صلة

طلب إعادة الاتصال

للحصول على المشورة المالية من قبل خبراء بوينت تريدر جروب.

يمكنك الوثوق بشركة بوينت تريدر جروب

للحصول على المشورة المالية المجانية