هبوط البيتكوين يربك الأسواق… ورؤية بوينت تريدر جروب تكشف مستقبل الحركة القادمة
تشهد البيتكوين خلال الأيام الأخيرة واحدة من أكثر فترات التقلب حدة منذ بداية العام، وذلك بعد أن فقدت العملة الرقمية الأشهر جزءًا كبيرًا من مكاسبها التاريخية. فقد سجلت بيتكوين هبوطًا واضحًا إلى ما دون مستوى 90,000 دولار، وهو ما دفع العديد من محللي الأسواق إلى إعادة تقييم المشهد بالكامل. وفي هذا السياق، قدّم فريق التحليل في بوينت تريدر جروب رؤية أعمق، معتبرًا أن هذه الموجة لا تعكس انهيارًا حقيقيًا، بل مرحلة تصحيح طبيعية داخل دورة أكبر وأكثر تعقيدًا.
ويشير محللو بوينت تريدر جروب إلى أن التراجع الأخير جاء بعد سلسلة من عمليات التصفية للمراكز ذات الرافعة المالية، والتي تجاوزت قيمتها نحو 19 مليار دولار خلال الشهر السابق. هذه الموجة الضخمة من التصفية ضغطت على السوق بشكل مباشر، خصوصًا بعد اتجاه المستثمرين طويلَي الأجل إلى بيع جزء من حيازاتهم لجني الأرباح، وهو ما خلق حالة من الذعر دفعت العديد من المتداولين إلى الخروج من السوق بشكل متسرع. ورغم ذلك، تعتقد بوينت تريدر جروب أن هذه الحركة ليست إلا استكمالًا للنمط التاريخي للعملة، حيث تمر بيتكوين عادةً بفترات تصحيح تمتد بين 400 و600 يوم بعد كل عملية تنصيف، وآخرها كان في أبريل 2024.
ويضيف فريق بوينت تريدر جروب أن التأثير النفسي في سوق العملات الرقمية ما زال قويًا للغاية، فمع تراكم الأخبار السلبية، يصبح المتداولون أكثر استعدادًا للبيع خوفًا من خسائر أكبر، مما يحول القلق إلى ضغط فعلي على حركة السعر، وهو ما يشبه "النبوءة ذاتية التحقق". ومع ذلك، تؤكد بوينت تريدر جروب أن البيانات الحالية لا تُظهر أي مؤشرات على انهيار كامل مشابه لتراجعات الـ60% أو 70% التي حدثت في الدورات السابقة، وأن السوق أقرب إلى مرحلة استقرار قصير قبل تكوين قاع سعري جديد.
ورغم التراجعات الأخيرة، ترى بوينت تريدر جروب أن هناك عوامل قوية تدعم البيتكوين على المدى الطويل. فقد تمكنت العملة من بلوغ مستوى تاريخي يقترب من 126,000 دولار خلال أكتوبر الماضي، وهو ما يعكس حجم التدفقات الكبيرة من المستثمرين والمؤسسات المالية. وتوضح الشركة أن زيادة اعتماد صناديق المؤشرات المرتبطة بالأصول الرقمية يشكل عنصر دعم أساسي، إلى جانب توسع المؤسسات الكبرى في بناء مراكز طويلة الأمد داخل سوق الكريبتو. هذه التحركات تعزز الرؤية الهيكلية التي تشير إلى أن البيتكوين تتحول تدريجيًا من أصل مضاربي إلى أصل استثماري طويل الأمد.
وفي تقييمها للوضع الحالي، تتوقع بوينت تريدر جروب أن السوق قد يختبر مستويات قريبة من 80,000 دولار خلال الفترة المقبلة، خاصة مع استمرار تأثير الأحداث السياسية والاقتصادية العالمية. ومع ذلك، تشير تحليلات الشركة إلى أن أي هبوط إلى هذه المستويات لا يعني بالضرورة نهاية الدورة الحالية، بل قد يشكل فرصة للمستثمرين الجدد الراغبين في دخول السوق بأسعار أقل. وتؤكد بوينت تريدر جروب أن الاتجاه الصاعد طويل المدى لا يزال قائمًا، مدفوعًا بدخول المؤسسات الكبرى واستمرار الاهتمام العالمي بالأصول الرقمية.
وفي المقابل، تقدم بوينت تريدر جروب تحذيرات مهمة بشأن هشاشة السوق الحالية، موضحة أن انخفاض شهية الشراء منذ منتصف أكتوبر جاء بالتزامن مع تشدد السياسة النقدية للفيدرالي الأميركي. هذا التشدد أضعف حالة التوازن في الأسواق المالية ككل، مما جعل سوق العملات الرقمية أكثر عرضة للتقلبات. وتلفت الشركة إلى أن مستوى 93,000 دولار يمثل نقطة محورية، وأن كسرها قد يؤدي إلى موجة تصفية جديدة بوتيرة أسرع، بينما يعتبر مستوى 75,000 دولار هو منطقة الدعم الأبرز في حال استمرار الهبوط.
وتشير بوينت تريدر جروب إلى أن دورة الأربع سنوات للبيتكوين ما زالت تلعب دورًا مؤثرًا في تحديد شكل الحركة الحالية، موضحة أن تزامن عدة مؤشرات سلبية في نفس الوقت يستدعي قدرًا عاليًا من الحذر من المتداولين. وتؤكد الشركة أن الفترات التي تتسم بارتفاع التقلبات تكون مليئة بالفرص، لكنها في الوقت نفسه تحمل مخاطر عالية تستوجب إدارة صارمة لرأس المال والرافعة المالية.
وفي النهاية، يجمع تحليل بوينت تريدر جروب بين النظرة الحذرة والرؤية المتفائلة، حيث ترى الشركة أن الضعف الحالي ليس إلا مرحلة مؤقتة داخل مسار طويل من نمو الأصول الرقمية. وتؤكد أن المجتمع الاستثماري والمؤسسات العالمية ما زالت ترى في البيتكوين أصلًا ذا قيمة استراتيجية، خاصة مع توسع استخدامها وارتفاع معدل تبنيها عالميًا.
العربية